هل يمكن للمناظرات المتلفزة في عام 2019 أن تخدم المصالح العامة بالفعل؟ في ضوء حالة وسائل الإعلام والسياسة الأميركية، يبدو الاحتمال ضعيفاً جداً، فالأميركيون مدمنون على السياسة شديدة التنافسية وقيم تلفزيون الواقع وتصيد وسائل التواصل الاجتماعي لأي شيء جاد مثل المناظرات.
غير أن مناظرة ليلة الثلاثاء الماضي في أوهايو، كانت لديها فرصة محتملة. فقد تقلص عدد المرشحين المشاركين في المناظرة، وكان من بين مديري المناظرة محرر «نيويورك تايمز»، مارك لاسي، الذي أضفى طابعاً من الجدية، إلى جانب مديرين يحظيان باحترام أيضاً من شبكة «سي إن إن» هما أندرسون كوبر وإرين بيرنت.
لم تكن المناظرة سيئة، ومثل المناظرات الثلاث السابقة، حظي المشاهدون الصابرون والمتفانون بفرصة معرفة الكثير عن المرشحين، ومشاهدة الاختلافات الشديدة، مرة أخرى، في ميدان المنافسة الذي يتضمن عدداً من المرشحات والمرشحين السود.
لكن كان من الممكن أن تكون المناظرة أفضل بكثير، لو أُخذت في الحسبان بضعة أمور. فقد كان من الممكن إضافة أسئلة حول التغير المناخي وحقوق التصويت. وبالطبع، كان الوقت محدوداً، لكن هاتين القضيتين من القضايا المحورية في عصرنا.
أضف إلى ذلك، تأطير الأسئلة حول الرعاية الصحية العالمية، وكيفية تمويلها. وبدا أن الصحفيين يسدون معروفاً للرئيس ترامب عندما أصروا على محاولة الدفع بالمرشحة المتصدرة، إليزابيث وارين، لإعلان نيتها رفع الضرائب من أجل تمويل برنامج الرعاية الطبية للجميع. ولا شك أنه من المشروع التأكيد على مسألة التكاليف، لكن ليس بطريقة تبدو مثل إعلان لحملة الجمهوريين، ولا تسلط الضوء على الصورة الكلية. ومن الواضح أن وارين رفضت التهام الطُعم.
وإلى ذلك، كان من الممكن تقليص عدد ساعات المناظرة إلى اثنتين بدلاً من ثلاث، وتقليل عدد المرشحين الذين يخوضونها باستبعاد أشخاص مثل حاكم كولورادو جون كينلوبر وعضو الكونجرس تيم ريان.
وعلى صعيد التوازن، كانت المناظرة محورية ومفيدة بصورة منطقية، ومن حسن الحظ أن هناك 8 مناظرات أخرى لأخذ هذه الأمور بالحسبان.
يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»